كلمة السيد الرئيس
بعد سلسلة طويلة من المنجزات الحضارية الهامة، نذكر منها: مدونة الأسرة، المراكز الجهوية للاستثمار، المفهوم الجديد للسلطة، قانون الأحزاب الجديد... يدعو صاحب الجلالة محمد السادس نصره الله وأيده، إلى "مبادرة وطنية جديدة للتنمية البشرية" وضعت بشكل واضح وجلي، "المسألة الاجتماعية" في صلب عمل المجتمع المدني، والحكومة والأحزاب والدولة عموما، وهي المسألة التي ترتبط بالشغل والحماية الاجتماعية والتكوين المهني والإدماج ومحاربة الفقر والإقصاء، وهي المبادرة التي أعادت الروح إلى المجتمع المدني، وإلى كافة القوى الوطنية، من أحزاب وحكومة وبرلمان وجمعيات حقوقية واجتماعية واقتصادية ونقابية واقتصادية، ليس فقط بتحميلها مسؤولية السهر على تجسيد هذه المبادرة على أرض الواقع، ولكن أيضا بدفع الدولة والمجتمع المدني إلى العمل على بلورة مشاريع ملموسة في مختلف المجالات التي من شأنها محاربة الفقر، وإعادة الطمأنينة إلى النفوس، وربط السلام الاجتماعي بالسلام الاقتصادي، على شكل تعاقد اجتماعي جديد يتلاءم مع عهد المغرب الجديد.
لأجل ذلك، نرى في جمعية الزاوية الخضراء للتربية والثقافة أن المبادرة الملكية جاءت في عهد ملكي يتميز بالإصلاح والطموح، تضع المغرب أمام مرحلة جديدة من التاريخ، تضع حدا للحلول الترقيعية التي طبعت السياسات الاجتماعية في العقود الماضية، وترجح العمل الإبداعي والتجديد واستنهاض إمكانات البلاد البشرية والمادية، لمواجهة ما تعانيه من فقر وبطالة وتهميش وخصاص اجتماعي.
ما يعطي هذه المبادرة قوتها السياسية، شجاعتها في البوح فهي تستند إلى تشخيص موضوعي للمعضلة الاجتماعية التي صنفت المغرب والمغاربة على لائحة الدول الأكثر فقرا في العالم الحديث، وهي لم تخف حالات التهميش والفقر والبطالة والأمية التي تعانيها شرائح واسعة من مجتمعنا، ولم تصمت عن الأحياء الصفيحية التي تملأ مدننا الصغرى والكبرى وما تفتقر إليه من خدمات وتجهيزات، ولم تغض الطرف عن حالة الأمية المنتشرة بين الكبار والصغار من أبناء شعبنا ... ولاشك أن صراحة المبادرة الملكية ووضوحها هو ما يجعلها مبادرة رائدة بكل امتياز.
ولأن المبادرة الملكية الكريمة والطموحة تحث كل المغاربة، كل المجتمع المدني، كل فصائل الدولة بالانخراط في قيمها، والتعبئة من أجل إخراج البلاد من وضعها الاجتماعي و الاقتصادي الراهن. تعلن جمعية الزاوية الخضراء للتربية والثقافة، التي تنخرط منذ عقدين من الزمن، في بوثيقة العمـل الاجتماعـي، (حيث تحتضن حوالي خمسة آلاف من أبناء الفقراء والمعوزين في كتاتيبها القرآنية، تساهم في التخفيف من وطأة الفقر الجاثمة على ذويهم، تأهيل الشباب منهم لسوق العمل في مراكزها الاجتماعية لتأهيل الشباب). تعلن تجندها خلف المبادرة الملكية السامية وانخراطها الكلي في قيمها... ذلك لأنها مبادرة رائدة تفتح أمام المغرب والمغاربة آفاقا كبيرة للتخلص من الفقر والتخلف الاجتماعي... وهي إذ تعلن ذلك للملأ تناشد كل المغاربة الغيورين، وكل القوى الحية في البلاد، التعبئة لإنجاحها في سياق عهد المغرب الجديد، عهد محمد السادس نصره الله وأيده.
محمد بن سودة الوزير
رئيس جمعية الزاوية الخضراء للتربية والثقافة
Écrire commentaire